دخل المصري حسن شحاتة الشهير ب"المعلم" التاريخ من أوسع أبوابه بعد نجاحه
في الفوز بكأس افريقيا للمرة الثالثة على التوالي ليصبح اول مصري يحقق هذا
الانجاز الذي يتساوى مع تشارلز جيومفي مدرب غانا الذي حقق اللقب أعوام
1963, 1965 ،1982 وان كان المعلم يتميز لكون بطولاته متتالية.
ومنذ سنوات كان المصريون يعتقدون ان انجاز محمود الجوهري الذي قاد منتخب
الفراعنة في نهائيات كأس العالم عام 1990 وفاز ببطولة الامم الافريقية عام
1998 لن يتكرر لاسيما في ظل عدم الثقة في معظم المدربين الوطنيين، غير ان
الاقدار قذفت بحسن شحاتة ليعلن عن نفسه ويحقق مالم يحققه غيره في سجلات
التاريخ المصري والافريقي بعد نجاحه في تحقيق ثلاثة القاب قارية في خمس
سنوات فقط، وان كان هذا لا ينتقص من الجوهري شيئاً.
ومن العجيب ان حسن شحاته لم يحقق ما حققه من انجاز يعتبره البعض اعجازا من
فراغ، بل لانه بدأ طريقه في مجال التدريب من الصفر ونحت في الصخر حتى احتل
هذه المكانة في قلوب المصريين.
شحاتة نموذج للمدرب المكافح المتواضع حيث ارتضى العمل في بعض الاندية
البعيدة عن اضواء الشهرة وحقق معها انجازات تعد من الغرائب الكروية حيث
صعد بها من الدرجة الثانية وفاز بفريق مثل المقاولون العرب وكان ضمن
الدرجة الثانية بكأس مصر بعد الفوز على الاهلي 2/1 في شهر يوليو 2004
وتبعه بالفوز ب"السوبر" المحلي بعد تغلبه على الزمالك 4/2 في سبتمبر 2004
ايضا، وقاد منتخب الشباب للحصول على لقب القارة وشارك به في كأس العالم
للشباب بالامارات 2004، وحتى تعيينه كمدير فني للمنتخب الاول خلفا
للايطالي ماركو تارديللي جاء بعد عدم توصل اتحاد الكرة حينذاك الى اتفاق
مع المدرب فرنسي الجنسية بولندي الاصل هنري كاسبارجاك والبرتغالي هومبرتو
كويليو بعد المطالب المبالغ فيها لكل منهما الامر الذي دفع الاتحاد الى
الابقاء على شحاته ومنحه الفرصة للقيادة الفنية لمنتخب مصر فاختار شوقي
غريب وحماده صدقي واحمد سليمان وسمير عدلي معاونين له.
ويعد شحاته المدرب الوطني التاسع عشر في مسيرة المنتخب المصري الذي تكررت
عليه بعض الاسماء مثل محمود الجوهري (4 مرات) ومحمد عبده صالح الوحش وطه
اسماعيل ومحسن صالح (مرتان لكل منهم)، فيما تولى تدريب المنتخب 19 مدربا
اجنبيا ايضا اولهم كان الاسكتلندى ماك كراى واخرهم الايطالي ماركو
تارديللي.
ورغم ان المعلم حسن شحاته لم يتمكن حتى الان من الوصول الى كأس العالم الا
ان فوزه ببطولة الامم الافريقية للمرة الثالثة على التوالي ورفع رصيد مصر
من هذه البطولة التي تعد الثالثة من حيث الاهمية بعد المونديال وامم
اوروبا جعله يصعد الى قمة التميز في السجل التدريبي المصري لان كل من
سبقوه في الفوز بالامم كان رصيدهم بطولة واحدة فقط لكل منهم بينهم
اجنبيان، ومثلهما مصريان، فيما بقي المعلم وحيدا ومنفردا بالثلاثية التي
جعلته المدرب الاشهر في افريقيا حاليا، وليس هناك دليل على ذلك الا طلب
اتحادي الكاميرون ونيجيريا له لقيادة منتخب ايا منهما في مونديال 2010.
"اهلى ايجى" يسرد الالقاب الافريقية السبعة التي حصلت عليها مصر.. وهي كالتالي:
اللقب الأول:
كان السبق للمدرب المصري مراد فهمي حيث فاز بأول بطولة افريقية في السودان
عام 1957 بعد التغلب على أثيوبيا برباعية نظيفة في المباراة النهائية
سجلها محمد العطار الشهير ب"الديبة" الذي فاز بأول لقب للهداف برصيد 5
أهداف، وتسلم رأفت عطية كابتن المنتخب المصري أول كأس للقارة وكانت تسمى
باسم المصري عبد العزيز عبدالله سالم.
اللقب الثاني:
فى شهر مايو عام 1959 قاد المجري تيتكوش المنتخب المصري للقب الثاني بعد
الفوز على اثيوبيا والسودان في بطولة اقيمت من دور واحد حصلت فيه مصر على
4 نقاط.
اللقب الثالث:
فى بطولة 1986 التي اقيمت في مصر حقق الويلزي مايكل سميث اللقب الثالث بعد
فوزه فى النهائي على الكاميرون 5/4 بركلات الترجيح بعد إنتهاء الوقتين
الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل السلبي، واعتبر المصريون يوم 21 مارس
1986 الذي رفعوا فيه كأس الامم بعد 27 عاما غابوا فيها عن التتويج رغم
انهم مؤسسي الاتحاد الافريقي مع السودان واثيوبيا ومقره في القاهرة يوماً
تاريخياً.
اللقب الرابع:
كان هذا اللقب بمثابة العودة الى المدرب الوطني من جديد بعد ان تولى
المدرب الوطني القدير محمود الجوهري المنتخب وسافر به الى بوركينا فاسو في
فبراير 1998 ليحصد لقبا غاليا بعد الفوز فى النهائى على جنوب إفريقيا 2/0.
اللقب الخامس:
فى يناير 2006 احتضنت مصر بطولة الامم الافريقية وكان حسن شحاته محل شك
لمعظم المتابعين لا سيما انه كان يعمل وسط حالة من النقد المناهض لجهوده
بشكل مبالغ فيه تماما ومع ذلك استطاع المعلم في اول انجاز له مع المنتخب
الاول ان يحقق اللقب بعد فوزه في المباراة النهائية على كوت ديفوار
بالركلات الترجيحية 4/2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل
السلبي، وكان يوم 10 فبراير 2006 من ايام المصريين الخالدة.
اللقب السادس:
في غانا 2008 .. ظن البعض ان اللقب الذي حققه في مصر عام 2006 كان بفضل
عاملي الارض والجمهور وظنوا انه لن يحقق شيئاً ، لكن المعلم حقق الصعب بكل
سهولة في اقوى بطولة للامم حسب رأي "الكاف" وتمكن الفراعنة من الفوز على
الكاميرون بهدف ابوتريكه القاتل والحفاظ على اللقب.
اللقب السابع:
في انغولا 2010 اختلفت الاراء حول قدرة المنتخب في حفاظه على اللقب للمرة
الثالثة على التوالي وتخوف الكثيرون بسبب غياب ابرز العناصر الاساسية في
قافلة الفراعنة الذين تحول لقبهم الى منتخب الساجدين وابرزهم محمد ابو
تريكة ومحمد بركات ومحمد شوقي وعمرو زكي الا ان شحاته اثبت مجددا انه مدرب
قدير وحافظ على اللقب لثالث مرة على التوالي، بعد ان فاز على غانا بهدف
نظيف سجله محمد ناجي (جدو) اول لاعب احتياطي يصبح هدافا للقارة برصيد 5
أهداف.
مدربو المنتخب المصري عبر التاريخ:
-الاسكتلندى ماك كراى سنة 1935-1936
-توفيق عبدالله 1940-1944
-الإنجليزى كين 1947-1948
-الإنجليزى جونز 1949-1952
-لجنة قومية 1953-1954
-اليوغسلافي بروشيتش 1955-1956
- مراد فهمى 1957-1958
-المجري تيتكوش 1959
-محمد الجندى، وحنفى بسطان 1960
-اليوغسلافي فاندلر 1964
-اليوغسلافي كوفاتشز 1965
-محمد عبده صالح الوحش 1969-1970
-الألماني كرامر 1971-1974
-الألماني بابي 1975 - 1976
-اليوغسلافي نينكوفيتش 1977
-طه إسماعيل 1978
-المجرى بونجاك 1978
-فؤاد صدقي 1979
-عبدالمنعم الحاج 1980
-حمادة الشرقاوى 1981
-الألماني هيدرجوت 1981
-محمد عبده صالح الوحش 1982-1984
-الويلزي مايكل سميث 1985-1987
-محمود الجوهري 1988-1990
-الألماني فايتسا 1990-1991
-محمود الجوهري 1991 - 1993
-شحتة 1993
-الروماني ريدولسكو 1993-1994
-طه إسماعيل 1994
-الهولندي نول دي رويتر 1994-1995
-محسن صالح 1995
-الهولندي رود كرول 1995-1996
-فاروق جعفر 1996-1997
-محمود الجوهري 1997-1999
-أنور سلامة 1999
-الفرنسى جيرارد جيلي 1999-2000
-محمود الجوهري 2000-2002
-محسن صالح 2002-2004
-الايطالي ماركو تارديللى 2004-2005
-حسن شحاته من 2005 الى الآن.
المعلم في سطور:
•الاسم: حسن على شحاته حماد
•اللقب: المعلم
•تاريخ الميلاد: 19 يونيو 1947
•محل الميلاد: كفر الدوار- محافظة البحيرة
•الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ولدان كريم واسلام، وحفيدان هما حسن وهنا كريم.
•نشأ في اسرة مكونة من 11 فردا.. سبعة اخوة واختان بجانب الوالدين.
•بدأت شهرته تتسع وهو في المرحلة الثانوية حيث كان طالبا في مدرسة صلاح
سالم التجارية، ومنها انضم لنادي كفر الدوار قبل ان يشاهده الكابتن محمد
حسن حلمي رئيس نادي الزمالك في الستينيات خلال مباراة تجريبية للمنتخب
الوطني مع منتخب بحري ويضمه لصفوف القلعة البيضاء في نوفمبر عام 1966.
•لعب لنادي كاظمة الكويتي في 11 فبراير 1968 وانتسب لجامعة بيروت من خلال
المكتب العربي للجامعات في الكويت واكمل دراسته في كلية التجارة.
•لعب 70 مباراة دولية وشارك في 4 دورات أفريقية ووصل مع المنتخب الوطنى إلى أوليمبياد موسكو 1980 ولم تشترك مصر.
•فاز بلقب أحسن لاعب فى آسيا عام 1971 عندما كان يلعب في كاظمة الكويتى، وأحسن لاعب فى أفريقيا 1974، وأحسن لاعب فى مصر 1976.
•حصل على وسام الرياضة من الطبقة الأولى فى عيد الرياضة 1980
•اعتزل عام 1983 واتجه إلى التدريب فعمل مدربا لفرق تحت 19 بالزمالك وفاز عامى 1984 و1985 ببطولة الجمهورية للناشئين.
•عمل كمدرب مساعد للفريق الأول بالزمالك مع اليوغسلافي ننكوفيتش فى عام 1986.
•نجح فى الصعود بعدة فرق من الدرجة الثانية الى الدورى الممتاز منها المنيا والشرقية والسويس والشمس والمقاولون العرب.
•فاز مع "المقاولون العرب" بكأسي مصر والسوبر موسم 2003
/2004
•تولى تدريب منتخب الشباب الوطني وحصل معه علي بطولة الامم الإفريقية عام 2003.
•في عام 2005 تولى تدريب المنتخب الوطنى وحقق معه بطولة كأس الامم
الافريقية 2006 بمصر و2008 في غانا واخيرا 2010 في انغولا ، كما حقق بطولة
دورة الالعاب العربية 2007، وبذلك اصبح المدرب المصرى والافريقى الوحيد
الذى حصل على كأسي الامم للكبار والشباب.